وقفة مع القران الكريم

وقفة مع القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون . وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ

صدق الله العلي العظيم

لقد وصف الله سبحانه وتعالى القران الكريم بالعلي لانه يعلي ويرفع من شأن الذين يستمعون له ويعملون به. وقد علمنا كيف اخرج العرب من جاهلية الجهلاء الى حضارة زاهرة. وكيف نشر سلطاتهم ولغتهم في شرق الارض وغربها. بقدر ما اعدلوا وبقدر ما احلوا حلال القران وحرموا حرامه.

وايضا وصفه تعالى بالحكيم لانه يساوي بين الناس دون استثناء, ودعا الى التسامح والحث على العمل الصالح والنافع والتعاون لمصلحة الانسانية جمعاء.

فالقران الكريم كتاب الناس كل الناس لجميع الناس لانه جاء من رب الناس

إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ

وقد الغى القران الكريم العنصرية والقومية والاقليمية والطبقية بقوله تعالى

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

صدق الله العلي العظيم

القرآن هو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة على الناس جميعا، ختم الله به الكتب السماوية، وأنزله هداية ورحمة للعالمين، وضمّنه منهاجا كاملا وشريعة تامّة لحياة المسلمين، قال تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} الإسراء: 9].

والقرآن معجزة باقية ما بقي على الأرض حياة أو أحياء، أيّد الله تعالى به رسوله محمدا صلّى الله عليه واله وسلّم وتحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بسورة من مثله، فكان عجز البلغاء والفصحاء قديما وحديثا أكبر دليل على سماويّة هذا الكتاب وأنه كلام ربّ العالمين، قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88

 

أهمية العلم في القرآن

(وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)(1).

الابتعاد عن الغفلة

(ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ أولئك هم الغافلون)(2).

(إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون)(3).