محـــطات وعبر

(1)

أحــلام سابقة

بقلم اياد منصور حبيب

10.06.2013

طلب المعلم من احد تلاميذه ان يكتب احلامه في تقرير. فذهب الطالب الى بيته وكتب كل ما يتمناه ويحلم به في اوراق, وعاد غي اليوم التالي, فقرأه المعلم وتعجب من مشروع الحلم الكبير لهذا الطالب. انه يحلم في مزرعة كبيرة فيها من الخيول والابقار والطيور والاسماك والزهور واشجار الفواكه والماء والخضراء.

فوضع المعلم لهذا الطالب درجة بالناقص. فاعترض التلميذ, فقال له الاستاذ.

يا بني انك رجل فقير وابن رجل فقير, فمن اين لك هذه الاموال الطائلة لتأسيس مشروع المزرعة الكبير هذا؟ يجب ان يكون حلمك واقعيا!!

وعلى اية حال اذا اردت ان اغير رايي فيك واغير درجتك, اذهب واكتب لي مشروع حلم واقعي اخر.

فرجع الطالب الى بيته وعرف والده بالامر, فقال له:

يالبني انه مشروع حلمك الشخصي, واذا اصبح واقعيا لم يعد حلما. وهل يوجد حلم واقعي وحلم غير واقعي؟ فاقتنع الطالب برأي ابيه. ورجع الى مدرسته وقال له: يا استاذي الكريم انا احتفظ بحلمي الشخصي ولا اغيره, وانت احتفظ بدرجتي السالبة ما شئت, انه حلمي ولا اغيره.

ومرت عشر سنون من الزمن, ونظمت المدرسة سفرة الى خارج المدينة, وكان موقع السفرة الى مزرعة كبيرة خارج المدنية. فدخل المدرس المزرعة وشاهد الخيول والابقار والطيور والاسماك واشجار الفواكه الجميلة وفي والوسط بيت كبير كتب على واجته:

احلام سابقة

فالتقى الاستاذ بصاحب هذه المزرعة واذابه هو ذلك الطالب نفسه, فاعتذر الاستاذ من تلميذه السابق صاحب الحلم الكبير, وقال له:

لقد غلبتني يا بني, وصحيح ما قاله المثل الهندي:-

ان ذرة من الغبار ممكن ان تصعد اعلى من الشجرة اذا سمحت لها الضروف.