اين الدواء؟ في الحب, ام في الاتباع؟
رجب 1433هجري
2012.05.22 ميلادي
قد يسال سائل ماذا تعني الزهراء بالنسبة لنا؟
فيجيب احدنا: انها بنت لاغظم نبي في الكون.
ويقول اخر: انها زوجة لاعظم ركن للحق.
ويقول ثالث: انها ام لسيدي شباب اهل الجنة وسيدة نساء العالمين.
ويقول انها بنت الاسلام والعلم والمعرفة والايمان كل الايمان والفضيلة والكلمة الطيبة.
كل هذه اجوبة واحدة متطابقة.
لما كان هذا المركز يحمل اسمها فمن الاجدر بنا ان نسعى لنشرب من هذا العلم ومن هذه الفضيلة ونوفر الكلمة الطيبة . فضياع الدقائق في معرفة محمد واله ليست خسارة. بل الخسارة ان نموت ولانعرفهم . كلنا نحبهم ولكن ليس كلنا من يعرفهم.
فلو عرف المسلمون محمدا واله حق معرفة لعشنا حياتنا في دار الدنيا هذه كما يعيش الابرار في الجنة. اخوانا على سرر متقابلين. ولكن الله تعالى قال قبل ذلك – ونزعنا ما في صدورهم من غل – ثم قال على سرر متقابلين.
هذا الغل هو غل الدنيا الذي هو سبب مشاكل الانسان وتفشي معاصيه. هذا الغل لايوجد في قلب محمد واله ع والا يوجد في دينه ابدا اذ قال تعالى – انما المؤمنون اخوة – . فامة محمد ص من المؤمنين هم اخوة. امة محمد ص هي ام الاخوة.
نحن نقول في الصلاة – اياك نعبد واياك نستعين – ونقول ايضا – اهدنا الصراط المستقيم –
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
ولكن هل فعلا امة استوفت شورطها اليوم لتكون امة محمد؟ ام امة تقف على حدود امة محمد صلى اله عليه واله وسلم؟
يقول احد العلماء:-
ما زلنا نحتلف في مسح القدم وغسلها حتى لم يبقى لنا موطأ قدم.
مئات الملايين من المسلميين يحبون اهل البيت. والاف الدواوين وملايين القصائد تثبت ذلك. ولكن اين الحقيقة؟ اين الدواء؟ في الحب فقط ام في المعرفة؟
هل ارتقى المسلمون المعرفة تؤهلهم لحمل مبادئ اهل البيت في العلم والاخلاق والحكمة والفضيلة؟ هذه هي المسؤوليه!. هي التي ترتقي بنا الى مستوى الكمال.
ليس المطلوب ان يكون كل مسلم عالم وفقيه. بل المطلوب ان يكون كل مسلم كما قال الامام الباقر:-
ما شيعتنا الامن اتقى الله واطاعه وما كانوا يعرفون الا بالتواضع والتخشع واداء الامانة وكثرة ذكر الله.وقال عليه السلام
عظموا اصحابكم ووقروهم ولا تجهم بعضكم بعضا ولا تضاروهم وكونوا عباد الله مخلصين.
وقال امير المؤمين ع
ان لله عباد في الارض يسعون في حوائج الناس وهم الامنون يوم القيامة.
السعي في قضاء حوائج الناس في الاسلام مثلا يقابله الامان يوم القيامة. هل هذا شيئ قليل؟!
هذه هي امة محمد واله. امة التعاون والتكافل والسلم والامان وذلك عندما يكون القران الكريم وسنة رسول الله وال بيته حاضرة بيننا.
وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام قوله:
لا تسؤوا برسول الله لانه يتالم من سجل اعمالنا
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا, وزنوها قبل ان توزنوا وتهيئوا للعرض الاكبر.
سوف تعرض على الله سبحانه وتعالى وسوف يحاسبنا ويوزن اعمالنا.
قال تعالى.
لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فعليه يجب ان نحاسب انفسنا ونوزن اعمالنا قبل ان يأتي ذلك اليوم الموعود وهو حتما سياتي.
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
اي فيهم من يامر بالمعروف وينهي عن المنكر ويتعاطون الحق بينهم ولذلك قال تعالى مصلحون ولم يقل صالحون اي قائمون على الاصلاح المستمر وهذه الاليه تجعلنا نصلح انفسما باستمرار.
ونحن لا نعلم الا ظاهر الحياة الدنيا فكيف بالاخرة وهي غيب فربما علمنا عن الاخرة كعلم الجنين عن الدنيا.
وقد ورد انه لا يندم اهل الجنة على شيء من امور الدينا مثلما يندمون على ساعة في الدنيا لم يذكروا الله فيها. وهم اهل الجنة فكيف باهل النار اذن؟!
والله سبحانه وتعالى قد قسم بقوله : والعصر.
وجاء جواب القسم مع تاكيد قوله تعالى ان الانسان لفي خسر.
اي ان الانسان خسران لو ملك الدينا وما فيها ولكن الله تعالى استثنى بقوله الكريم:
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
اذن فالذين امنوا يعملون الصالحات والذين امنوا يتواصون بالحق والذين امنوا يتواصون بالصبر. هؤلاء فقط هم الذين لم يخسروا ابدا. وعدا من الله تعالى.
اللهم اجعنا من الذين امنوا حقا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
اللهم اجعلنا من القانتين ولا تجعلنامن القاتطين, وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين
اياد منصور