ثورة  الامام الحسين

ثورة الامام الحسين

ثورة الامام الحسين هي ثورة 

الشرف و الخبز والكرامة

 

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين, لا سيما بقية الله في ارضه عجل الله فرجه الشريف. وجعلنا من انصاره واعوانه من السائرين على دربه. عظم الله اجورنا واجوركم ايها الاخوة الكرام والسلام عليكم ورحمة الله بركاته. الهم صل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم صلاة تشفع لنا يوم القيامة. والسلام عليكم يا اهل بيت النبوة ومعدن الرساله ومختلف الملاكة السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. سيدي يا ابا عبدلله:-

ما انصفتك جفوني وهي دامية   ولا وفى لك قلبي وهي يحترق

عين تسر اذا راتك واختها    تبكي لطول تباعد وفراق

فأحفظ لواحدة سرورها     وعد التي ابكيتها بتلاق

قيل يارسول الله : انك سجدت سجدة اطلتها حتى ظننا انه قد حدث امر وانه يوحى اليك. فقال صلى الله عليه واله وسلم كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني وفكرهت ان اعجله حتى يقضي حاجته. لقد اطال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سجوده لان الحسين عليه السلام ابنه الطفل الصغير انذاك ارتحله والامة كلها ساجدة. لانه يعرف كرامة الحسين عند الله فاعطى رسالة لهذه الامة الساجدة خلفه. لقد هام النبي صلى الله عليه واله وسلم بحب الحسين عليه السلام الذي كان يرى فيه ظل نبوته وكان من هيامه انه كان يردد في كل مكان حسين من وانا من حسين لقد كان الحسين عليه السلام واهله اصحابه في الطف يوم عاشوراء الايمان كله ضد الكفر كله. مثلما كان ابوه علي ابن ابي طالب عليه السلام يوم الخندق: الايمان كله ضد الشرك كله. عبادية اصلاحية جهادية ضلت مبائها المستوحاه من القران الكريم وسنة رسوله الله مقدسة الى يوم القيامة. انا لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا, انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر. بهذا البيان الاول لثورته اعلن مشروع التغيير, واثر اصلاح امة جده على حياته واهله واصحابه في عاشوراء. عاشوراء الذي اصبح رمزا خالدا لكل العالم

كيف نفهم ما تعنيه ثورة سيد الشهداء اذا لم نكن حسينين قلبا وقالبا. ونحن عندما  نحب الامام الحسين ونقدسه يجب ان نقدس سيرته واهدافه. كيف نحبه ونقدسه وبيننا وبين سيرته واخلاقه واهدافه ما بين المشرق والمغرب.

لقد خرج الامام الحسين عليه السلام و قدم اغلى التضحيات لكي ينتصب المؤمن كالطود الشامخ ويصفع الظالم. ويصفع المتاجرين بالدين واقطاب الفتنة والمنافقين الذين لبسوا لباس الاسلام بالمقلوب رداءا ولم تخالط بشاشته قلوبهم, وجرفتهم الدنيا وزينتها وزبرجها, فاصبحوا يرون الانحدار مع التيار امرا مقبولا, بل يرون الباطل حقا والحق باطلا. سنن تموت وبدع تحيا.

فاصبح كل شيء مباح مادامت هناك القوة اللازمة لتحقيقه, حتى دماء المسلمين و اموالهم واعراضهم. وتحكمت ارائهم وشهواتهم في مصلحة الامة وثرواتها ودماء ابنائها باسم الاسلام والاسلام بريئ منه. واصبح الدين اديانا

وسارت الامة في الطريق الخطا, وبقي الاسلام غريبا, نصوصا تتلى وشعائر تقام ولم تقف الامة الاسلامية على الجادة التي شرعها الله  ورسوله لها. منذ ان اصبح الامام الحسين ذبحا عظيما وقربانا نبويا لنبيه الكريم صلى الله عليه واله وسلم حتى يومنا هذا.

اخواني الاعزاء..

لقد فضل الامام الحسين عليه السلام الموت الكريم على الحياة الذليلة مع الطغاة والظالمين,

بقوله العظيم

اني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما.

بل وقال الامام الحسين  عليه السلام في حواره مع الحر الرياحي

فان عشت لم اندم وان مت لم الم        كفى بك ذلا ان تعيش وترغما

هذه هي الحرية ومنارها التي ضحى من اجلها الامام الحسين عليه السلام  وصفتها الحضارة الغربية ولم يرق اليها الشرق في ارض الحسين عليه السلام. لا بل اصبحت دولة الامام الحسين عليه السلام في المنفى لانها لم تستطع ان تحكم بالعدل و الحرية وتحقق اهداف الحسين عليه السلام في ارض الحسين عليه السلام لكثرة الطغاة والحكومات الفاشلة و الخونة بالولادة والمنافقين بامتياز وابطال الفشل وحتى يومنا. فالخلل اذن في سوء القيادة ومسؤولية المجتمع وقيل من قبل.

جيش من الارانب يقوده اسد خير من جيش من الاسود يقوده ارنب

نحن نقدس الامام الحسين عليه السلام حقا, ولكن لم نصل الى قدره وتراثه المقدس واهدف ثورته المقدسة. فمن الواجب علينا ان نعرف كيف ننصر امامنا العظيم اليوم وهو ينادي

هل من ناصر ينصرنا     هل من مغيث يغيثنا

من خلال قول الحق ونصرة الفقير والمظلوم واصلاح الاسرة والمجتمع والسعي لتحقيق العدالة  والحرية و الامانة في ايصال صيحة يوم عاشوراء الى العالم المتحضر, وهذا يستدعي التعمق باركان ورحية ثورة الحسين عليه السلام  وعدم الاكتفاء بالسردية والمظهر الخارجي للواقعة.

 اخوتي الاعزاء..

نحن لا نواجه ناس بعدد ولا بقوة, ولكن نواجههم بهذا الدين المحدي التنويري الذي اكرمنا الله تعالى به, وسيضل حلمنا من حلم الانبياء. في دولة كريمة يعز بها الاسلام واهله ويذل بها النفاق واهله ويجعلنا فيها من الدعاة الى طاعته والقادة الى سبيله ويرزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة.

اولا دولة الاصلاح والعدل. دولة القران الكريم. دولة الاخوة الايمانية. فيها المؤمنون اخوة طما قوله تعالى

انما المؤمنون اخوة

وقد شرع الله الزكاة لانعاش الفقراء وتقوية الاخوة بين المؤمنين وارحامهم

فلا صدقة ولا ذو رحم محتاج

ثانيا دولة اصلاح ذات البين: فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم

ثالثا دولة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

71 التوبة 

لقد قدم الله جل وعلا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الصلاة والصيام

اذن يجب تصحيح المسار. وتوصويب الهدف حتى نألف مضامين اهداف الامام الحسين ورحها وروحانيتها ولانترك الامر للجاهل والخائن والمنافق

الامل اليوم معقود على العلماء المعاصرين, والدعاة والخطباء والفقهاء المثقفين واساتذة الجامعات وقادة الفكر والراي السليم. فما هو متاح لهم اليوم لم يكن متاحا لمن قبلهم, من التكنلوجيا الحديثة و وسائل الاتصال.

وكل  ما بقي في عالمنا اليوم من اسلام ومسلمين بالمعنى الصحيح فانهما مدينان بالبقاء بفضل ثورة الامام الحسين عليه السلام وان بقائهما اهم ثمرات تلك الثورة.

والاسلام كما بدؤه محمدي واستمر حسيني وزيب عليها السلام كانت هي الصرخة التي اكملت مسيرة الجهاد والمحافظة على الدين. ومادام هناك ظالم ومظلوم على وجه الارض فلا بد ان يكون هناك يزيد وحسين على مر الزمن.

     فكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء      

وستبقى ثورة الامام الحسين عليه السلام هي ثورة

 الشرف الخبز والكرامة

فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَصْرِ  إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

اللهم اجعلنا من الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا  بالحق وتواصوا بالصبر.

واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين

1435   السادس عشر من صفر

2013.12.20