السلام عليكم ورحمة الله بركاته كل عام وانت بخير
ماذا يمكن أن تقول الكلمات في حضرة ذكرى ولادة الإمام عليّ عليه السلام؟ ماذا يمكن أن أقول في زمن جفّت فيه القلوب وأقلام الحق ؟ ماذا يمكن أن أقول في زمن لم يعد له صدى لحن للبؤساء ، وأصبحت أيامنا سوداء ؟ ماذا يمكن أن أقول في زمن يسرقنا اللص ليعيث كما يشاء ، في زمن تغشى العيون الضباب ، وتمشي على الطاعة العمياء ؟ ماذا يمكن أن أقول عن جمال ورونق اسمك ؟ والله العليّ الأعلى يقول : ” إني شققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ، ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن أحبه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه ” .
ماذا يمكن أن تقول الكلمات في يوم ولادة عليّ داخل الكعبة المشرّفة ؟
زقزقي يا عصافير الهدى ، بشراك بمولد حيدر الكرار ، منبع الأسرار . يا قلب بارك للأحبة في الله بولادة نور الأئمة في شهر رجب ، ربيع العبادة والرحمة الإلهية تصب على العباد صباً . أين نحن اليوم من العبادة ؟ عبادة أحرار أو عبادة تجار وعبيد ؟
ماذا يمكن أن تقول الكلمات يا عليّ ؟ لن تفيك الكلمات ، ولن يفي حقك الكتابات ..ولو فدتك أمتك لن تفيك حقك . أين نحن اليوم من طلاقك الدنيا ثلاثاً ؟ هيهات هيهات يا دنيا لن تستطيعي غرّ عليّ ، فغري غيره ..
عليّ يا نور القلب ! هل المحبة وحدها تكفي ؟ لا ، وألف لا ، فالاقتداء بشخصية الإمام عليّ أمر ضروري ، من أبرزها أخلاقه في التضحية والعطاء، واتخاذه مثلاً في التعامل بين الناس . أين نحن اليوم من شخصية الإمام عليّ وفكره ورؤيته في الواقع الإنساني ؟!
عليّ يا صفيّ القلب ، يا من تضرعت إلى الله تعالى ،وتعفّرت ناصيتك بالتراب، وتململت تململ الطفل الذي يتلوى بالجوع إلى رحمة الله .. أين نحن اليوم من صفاء القلب وراحة الضمير ؟ فنحن اليوم مأمورون بحب الأولاد وحب السلاطين، وألاّ نشهد لأهل الكرام باستحضار النيات الصادقة.
أين نحن اليوم من تواضع عليّ وعدله ؟ وما الذي جعله من أئمة الدرجة الأولى ؟ أهي قضية العدالة ؟ وأين نحن اليوم من نصرة المظلوم ، وأخذ حقه ، إذ يتجلى ذلك في قوله ” والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً أو أجرّ في الأغلال مصفّداً أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحُطام ” . نحن اليوم يا عليّ الهدى إما أن نكون أو لا نكون في تفاهات الدنيا وصغائرها ! سلام على من يطلّ كالضوء من الضوء .. سلام على من يعكس الضوء في الحقيقة بشرى وأمنا.. سلام عليك يوم وُلدت ويوم تُبعث في الناس حيا
بقلم : د.هالة قصير